مديرو الصناديق يتهافتون على الأسهم الأوروبية.. هل بدأ الانفصال عن الاقتصاد الأميركي؟

أظهر أحدث استطلاع لبنك أوف أميركا أن مديري الصناديق باتوا أكثر تفاؤلاً من أي وقت مضى تجاه الأسهم الأوروبية، وسط مؤشرات على بداية فصل اقتصادي بين أوروبا والولايات المتحدة.

وكشف الاستطلاع الذي شمل 222 مدير صندوق يديرون أصولاً بقيمة 504 مليارات دولار، أن 81% من المستثمرين الأوروبيين يتوقعون ارتفاعاً في الأسهم الأوروبية خلال الـ12 شهراً المقبلة، وهي أعلى نسبة منذ 4 سنوات. كما ارتفعت نسبة الذين يوصون بزيادة الوزن على الأسهم الأوروبية إلى 41%.

وجاء الزخم الأوروبي مدفوعا بعدة عوامل، أبرزها التحول الاستثماري بعيداً عن الأصول الأميركية، والوعود بحزم تحفيز مالي ضخمة في ألمانيا، إلى جانب الطفرة في قطاع الدفاع الأوروبي، الذي يشهد انتعاشاً غير مسبوق، بحسب ما نقلته شبكة "CNBC"، واطلعت عليه "العربية Business".

 

 قطاع البنوك والتكنولوجيا تصدّرا قائمة القطاعات المفضلة، حيث أشار أكثر من 20% من المدراء إلى أنهم زادوا استثماراتهم فيهما. وقفز مؤشر "ستوكس 600 للبنوك" بنحو 30% في النصف الأول من 2025، مدفوعاً بأداء قوي من بنوك كبرى مثل "دويتشه بنك" و"باركليز".

ترامب يهدد.. لكن أوروبا "محصّنة!"

أُجري الاستطلاع قبل إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات من الاتحاد الأوروبي، ما يضع علامات استفهام حول استمرار هذا التفاؤل.

رغم ذلك، يرى 75% من المدراء أن السياسات المالية الألمانية، وزيادة الإنفاق الدفاعي، والتكامل الأوروبي قادرة على إنهاء الأداء الضعيف الهيكلي للقارة. ويعتقد 63% أن هذه العوامل كافية لفصل أداء أوروبا عن رياح السياسات الأميركية المعاكسة.

بينما كان الرهان الأكبر يتجه نحو الأسهم الصغيرة، إذ توقع 44% من المستثمرين أن تتفوق على نظيرتها الكبرى، مقارنة بـ7% فقط في يونيو الماضي.

في المقابل، قطاع السيارات الأوروبي يتلقى الضربات، حيث أبدى 30% من المدراء تحفظهم عليه، بعد أن تضرر بشدة من الرسوم الأميركية، ما دفع شركات كبرى لتعليق توقعاتها المالية.

ألمانيا تتصدر.. وسويسرا تتراجع

على صعيد الدول، جاءت ألمانيا في صدارة الأسواق المفضلة لدى المستثمرين، تليها إيطاليا، بينما تراجعت سويسرا وفرنسا إلى ذيل القائمة. وقفز مؤشر "داكس" الألماني 22% منذ بداية العام، مدفوعاً بارتفاعات ضخمة في شركات الدفاع مثل "راينميتال" و"رينك" و"هنسولد".

أما سويسرا، فقد واجهت ضغوطاً بسبب ارتفاع الفرنك، ما دفع المستثمرين للعزوف عنها، وسط تحذيرات أميركية من تدخلات محتملة في سوق الصرف.

مواضيع مرتبطة
التعليقات
or

For faster login or register use your social account.

Connect with Facebook