ارتفع الدولار الأميركي، اليوم الثلاثاء، بعد هبوطه إلى أدنى مستوياته في أكثر من شهرين في بداية الأسبوع، مدعومًا بتزايد الإقبال على أصول الملاذ الآمن مثل الذهب وسندات الخزانة الأميركية، وذلك عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا ستُنفَّذ كما هو مخطط لها.
وجاء صعود الدولار ليضغط على اليورو، الذي تراجع عن أعلى مستوى بلغه خلال شهر عند 1.0461 دولار. ومن المتوقع أن تعتمد المكاسب المستقبلية للعملة الأوروبية على مدى سرعة تشكيل حكومة ائتلافية في ألمانيا، بعد فوز المحافظين في الانتخابات الأخيرة.
وقال ترامب، أمس الاثنين، إن الرسوم الجمركية على الواردات من كندا والمكسيك ستدخل حيز التنفيذ "في الوقت المحدد"، على الرغم من الجهود التي تبذلها الدولتان لتعزيز أمن الحدود ووقف تهريب الفنتانيل إلى الولايات المتحدة قبل الموعد النهائي في 4 مارس/آذار، وفق وكالة "رويترز".
وكان العديد من المحللين يتوقعون أن أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة قد يتمكنان من إقناع إدارة ترامب بتأجيل فرض الرسوم، التي ستُطبَّق على واردات تبلغ قيمتها أكثر من 918 مليار دولار.
وقد حفزت هذه التصريحات الإقبال على أصول الملاذ الآمن، كما استفاد الدولار من هذا الاتجاه في تجنب المخاطر.
وفي سوق العملات، هبط الجنيه الإسترليني من أعلى مستوى له في شهرين، والذي سجله أمس الاثنين، لينخفض بنسبة 0.06% إلى 1.2618 دولار خلال الجلسة الآسيوية المبكرة. كما تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 0.17% ليصل إلى 0.6339 دولار، في حين انخفض الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.13% إلى 0.5725 دولار.
أما مؤشر الدولار، فقد استقر عند 106.75، بعد أن ارتفع من أدنى مستوى له في أكثر من شهرين عند 106.12، والذي سجله في الجلسة السابقة.
وعلى الرغم من تراجع الدولار بنحو 3% عن أعلى مستوياته في يناير/كانون الثاني، بسبب سلسلة من البيانات الاقتصادية الأميركية الأضعف من المتوقع التي أثارت المخاوف بشأن آفاق النمو، فإن الخسائر ظلت محدودة بسبب استمرار المخاوف بشأن الرسوم الجمركية.
وقال راي أتريل، كبير محللي استراتيجية النقد الأجنبي في بنك أستراليا الوطني: "خلال الأسبوع أو الأسبوعين الماضيين، دعمت البيانات الاقتصادية الأميركية التوقعات بأن الولايات المتحدة بدأت تفقد بعضًا من وضعها الاقتصادي الاستثنائي. لكن في كل مرة نشهد فيها اتجاهًا نحو تجنب المخاطر في أسواق الأسهم، يحصل الدولار على دعم تقليدي كملاذ آمن."
وأضاف أتريل: "نرى تفاعلًا بين هذه العوامل… ومع اقتراب موعد فرض الرسوم الجمركية، من الصعب أن نشهد تحسنًا كبيرًا في معنويات المخاطرة، مما يعني استمرار الدعم الدفاعي للدولار."
وفي تعاملات اليوم، ارتفع الدولار الأميركي بنسبة 0.35% ليصل إلى 150.22 ين، بعد يوم من تسجيله أدنى مستوى له منذ أوائل ديسمبر/كانون الأول مقابل الين الياباني.
