جاءت بيانات الوظائف الأميركية أقوى من المتوقع، مما يعزز احتمالية تثبيت بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماعه الأول لهذا العام في يناير/كانون الثاني – أو في المستقبل القريب.
وقال بليك جوين، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأميركية في "RBC Capital Markets "، إن خفض الفائدة في يناير/ كانون الثاني كان شبه مستبعد بالفعل قبل هذا التقرير. و نتطلع إلى تقرير مارس/آذار قبل الاجتماع الثاني للاحتياطي الفيدرالي لعام 2025.
"UBS": "لم يعد السؤال هو ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيتوقف عن خفض الفائدة"
وتابعت: "من المستبعد جدًا أن يقوموا بخفض الفائدة في مارس/آذار إلا إذا حدث انهيار حقيقي في تقرير التضخم الأسبوع المقبل".
كان مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي قلقين بالفعل من مؤشرات على استمرار التضخم المستعصي، مشيرين إلى ذلك كسبب للتحرك بحذر في عام 2025، إلى جانب توقعات بأن السياسات التجارية والهجرة للإدارة الجديدة بقيادة ترامب قد تضيف ضغوطًا تصاعدية على الأسعار.
ويشار إلى أن الأدلة الجديدة على قوة الاقتصاد ستجعل من الصعب على الاحتياطي الفيدرالي تبرير أي تيسير إضافي في السياسة النقدية في المستقبل القريب.
وأظهرت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل، يوم الجمعة، أن الاقتصاد الأميركي أضاف 256 ألف وظيفة جديدة في ديسمبر/كانون الأول، وهو أكثر بكثير من التوقعات البالغة 165 ألف وظيفة، وأعلى من 212 ألف وظيفة سجلت في نوفمبر/تشرين الثاني .
وانخفض معدل البطالة إلى 4.1% مقارنة بـ4.2% في نوفمبر/تشرين الثاني، وسجل شهر ديسمبر /كانون الأول أعلى زيادة شهرية في الوظائف منذ مارس/آذار 2023.
قبل تقرير الوظائف الصادر يوم الجمعة، كانت الأسواق تتحسب لفرصة بنسبة 5% فقط لخفض الفائدة في اجتماع الفيدرالي الشهر الجاري ، وفقًا لأداة "FedWatch" الصادرة عن "CME".
وانخفضت تلك الفرص بشكل أكبر بعد التقرير. كما انخفضت احتمالات خفض الفائدة في اجتماع مارس/آذار إلى 25%.
وقال العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في الأيام التي سبقت هذا التقرير إنهم أصبحوا أكثر حذرًا بشأن أي تخفيضات مستقبلية لأسعار الفائدة.
وقالت ميشيل بومان، عضوة مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، يوم الخميس، إنها كانت قد دعمت خيار التوقف عن خفض أسعار الفائدة الشهر الماضي، مشيرة إلى كل من التضخم وقوة الاقتصاد الأميركي، ودعمت التخفيض الأخير الشهر الماضي كونه "الخطوة الأخيرة" في إعادة ضبط السياسة للبنك المركزي.
وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، جيف شميت، وهو عضو يتمتع بحق التصويت هذا العام، يوم الخميس: "أعتقد أننا قريبون من النقطة التي لا يحتاج فيها الاقتصاد إلى تقييد أو دعم، وينبغي أن تكون السياسة محايدة".
وأضاف شميت أنه يؤيد تعديل أسعار الفائدة "بشكل تدريجي"، مشيرًا إلى أن قوة الاقتصاد تسمح للاحتياطي الفيدرالي بالتحلي بالصبر.
وفي الوقت نفسه، دعت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، سوزان كولينز، وهي عضوة أخرى تتمتع بحق التصويت هذا العام، إلى اتباع نهج تدريجي.
واتفق جميع مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تقريبًا في اجتماع الشهر الماضي على أن المخاطر الصعودية للتضخم زادت جزئيًا بسبب التأثيرات المحتملة للتغيرات المتوقعة في السياسات التجارية والهجرة، وفقًا لمحضر الاجتماع الصادر يوم الأربعاء.
وفي ديسمبر/كانون الأول ، خفض مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي تقديراتهم لخفض أسعار الفائدة في 2025 من أربع مرات إلى مرتين فقط، بسبب مخاوف التضخم المرتفعة.
وسيولي مسؤولو البنك المركزي اهتمامًا كبيرًا ببيانات التضخم الجديدة أثناء استعدادهم للاجتماع المقبل في 28-29 يناير/ كانون الثاني، بعد تنصيب ترامب رئيسًا في 20 من الشهر ذاته.