بعد تراجع زخم العملات الرقمية.. هل ما زال عهد ترامب العصر الذهبي للعملات الرقمية؟

شهد سوق العملات الرقمية تقلبات عنيفة خلال الأيام القليلة الماضية، بقيادة البيتكوين التي سجلت أدنى مستوى لها في شهر، في وقت سابق من تعاملات الأسبوع الجاري، حين سجلت 91 ألف دولار.

جاء هذا التراجع بفعل ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، والبيانات الاقتصادية القوية في الولايات المتحدة التي عززت احتمالات خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بوتيرة بطيئة خلال هذا العام.

بالإضافة إلى نفي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ما نشرته بعض الصحف العالمية بشأن بحثه فرض رسوم جمركية أقل عدوانية على الصين والولايات المتحدة، كل هذه العوامل مجتمعة دفعت المستثمرون إلى العزوف عن الأصول عالية المخاطر من بينها العملات المشفرة.

كانت العملات الرقمية قد سجلت مستويات تاريخية غير مسبوقة على الإطلاق خلال الشهرين الماضيين، تحديدًا منذ فوز "ترامب" في السابق الرئاسي في الخامس من نوفمبر الماضي.

قدم "ترامب" خلال حملته الانتخابية الكثير من الوعود لدعم صناعة التشفير، من بينها جعل الولايات المتحدة مركزًا عالميًا لصناعة العملات المشفرة، كما اقترح مؤخرًا إنشاء مخزون استراتيجي من البيتكوين في الولايات المتحدة.

قفزت العملات الرقمية بشكل قوي وسط التفاؤل بالإدارة الأمريكية الجديدة، لكن التحديات التي تواجه السوق حاليًا قللت من زخم العملات المشفرة ودفعتها للتراجع.

بعد هذا التراجع، بدأ القلق يهيمن على المستثمرين، وبدأت الأسواق تتسأل هل ستقفز العملات الرقمية مرة أخرى لمستويات في عهد ترامب.

يرى المحللون أن الولاية الثانية لترامب ستكون بمثابة نقطة تحول للعملات الرقمية، مع تقليل القيود التنظيمية على صناعة التشفير، خاصة بعدما رشح بول أتكينز، رجل الأعمال المؤيد للعملات المشفرة، لقيادة لجنة الأوراق المالية والبورصة.

وبالفعل، استفادت بيتكوين كثيرًا من فوز "ترامب" في السباق الرئاسي، حيث تجاوزت المستوى النفسي الهام عند 100 ألف دولار، بل تجاوزت مستوى 108 ألف دولار في السابع عشر من ديسمبر الماضي، وهو أعلى مستوى على الإطلاق.

 

ومن المتوقع أن تعزز الإدارة الأمريكية الجديدة من مكاسب العملات الرقمية، بعد الخسائر القوية التي تكبدتها قبل عامين، عندما تسبب انهيار بورصة "سام بانكمان فريد" في نهاية عام 2022 في أزمة عالمية، دفعت البيتكوين للتراجع إلى مستوى 16 ألف دولار، وابتعد الكثير من المتداولين عن الأصول الرقمية خوفًا من الخسائر الحادة.

وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة "ترامب" ستكون أكثر تساهلًا مع العملات الرقمية، مما سيساعد في دفع العملات المشفرة إلى مستويات قياسية جديدة، كما ستعزز زيادة الصفقات والأموال المؤسسية في القطاع.

كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع بيتكوين في عهد ترامب إلى 200 ألف دولار بحلول نهاية عام 2025، ولكن هناك توقعات تشير إلى تجاوزها 250 ألف دولار خلال نفس الفترة.

وبالرغم من ذلك، يؤكد المحللون أن العملات الرقمية من الأصول الخطرة التي تتأثر بقوة من التقلبات الاقتصادية والتوترات السياسية، لذا يجب التعامل معها بحذر شديد، فمن الصعب التنبؤ بمستقبل تلك العملات بشكل صحيح مئة بالمئة.

مواضيع مرتبطة
التعليقات
or

For faster login or register use your social account.

Connect with Facebook