تشكل مستويات السيولة المنخفضة تحدياً رئيسياً أمام سوق الأسهم السعودية لاكتساب الزخم اللازم لتخطي الاتجاه العرضي الذي لازم مؤشر "تاسي" خلال عام 2024، كما أفاد محللون لـ"الشرق".
سجلت السوق السعودية، أمس الثلاثاء، ثاني أدنى قيم تداولات يومية خلال الشهر الجاري بواقع 3.8 مليار ريال. وستكون مرشحة لجلسة هادئة جديدة مع عطلات أسواق الأسهم الأميركية والأوروبية اليوم الأربعاء.
يُرجح المحللون أن يعيد مؤشر "تاسي" اختبار مستوى 12000 نقطة اليوم، بعد تراجع هامشي أمس بنحو 0.3%، بدعمٍ من الأسهم القيادية في قطاعي البنوك والبتروكيماويات.
"احتفاظ السوق بجزء من مكاسبها في الجلسة السابقة يشير إلى تحسن شهية المخاطرة، إلا أن غياب السيولة يشير إلى حالة الترقب السائدة"، وفق أحمد الرشيد، محلل أول صحيفة "الاقتصادية".
مطّور "مسار مكة" إلى سوق الأسهم
ستراقب السوق أسهم قطاع العقارات، بعد أن كشفت هيئة السوق المالية عن موافقتها على طرح أكثر من 9% بقليل من أسهم شركة "أم القرى للتنمية والإعمار"، المسؤولة عن تطوير وجهة "مسار مكة المكرمة"، للاكتتاب العام الأولي.
الشركة تمثل إحدى الاستثمارات العقارية في محفظة "صندوق الاستثمارات العامة". ويعطي طرحها للاكتتاب مؤشراً حول السياسة التي قد ينتهجها الصندوق لتمويل مشاريع "رؤية 2030"، وتدوير رأس المال في استثمارات جديدة. كان الصندوق أعلن في بيان عقب بيع 2% من شركة "stc" في نوفمبر الماضي، أن الصفقة تأتي ضمن استراتيجيته لإعادة تدوير رأس المال والاستثمار بقطاعات جديدة وواعدة في الاقتصاد المحلي.
يأتي ذلك، فيما تعزز الاكتتابات الجديدة عمليات مقارنة التقييمات بين أسهم القطاع الواحد في السوق. وسجل قطاع إدارة وتطوير العقارات رابع أفضل أداء بين قطاعات البورصة السعودية منذ بداية العام، بعدما ارتفع بأكثر من 19%.
صلابة البنوك
أبدت أسهم البنوك السعودية صلابةً خلال جلسة أمس الثلاثاء رغم الضغط البيعي، ليغلق مؤشر البنوك على ارتفاع للجلسة الثانية توالياً. وستكون أسهم "البنك الأهلي السعودي" و"مصرف الراجحي" على رادار المستثمرين، بالإضافة إلى "البنك السعودي الفرنسي" بعد موافقة جمعيته العامة على زيادة رأس المال بأكثر من الضعف عبر توزيع أسهم مجانية.
تأثير تذبذب النفط
ستراقب السوق سهم "أرامكو" على وقع الارتفاعات الأخيرة في أسعار النفط متأثرة بقلق الأسواق من سياسات الرئيس الأميركي المعاد انتخابه دونالد ترمب، فضلاً عن مبيعات الصين في سندات الخزانة الأميركية لتحفيز اقتصادها.
الخطوات القادمة من الصين لتدعم ثاني أكبر اقتصاد في العالم، يُرجّح أن تشكل عامل تأثير أساسي على سوق الأسهم السعودية، حيث تُعدُّ بكين أكبر شريك تجاري للرياض.